لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلى "أنّنا يوم الخميس الماضي قمنا بزيارة مدينة صور باسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وقد فرح بها الرّأي العام الدّاخلي والخارجي، وتوسّم بها خيرًا وطنيًّا"، موضحًا أنّ "الزّيارة حُصرت بمدينة صور، حيث التقنيا المرجعيّات الرّوحيّة الجنوبيّة والقائد الأعلى لليونيفيل. ومن خلال هذه المرجعيّات، أعلنّا تضامننا مع كلّ أهلنا في الجنوب".
وأشار، خلال ترؤّسه قدّاس الأحد في بكركي، إلى أنّه "نُظّمت 5 محطّات، الأولى في الكاتدرائيّة المارونيّة، الثّانية في كاتدرائيّة الرّوم الملكيّين الكاثوليك، الثّالثة في كاتدرائيّة الرّوم الأرثوذكس، الرّابعة في دار الإفتاء للطّائفة الشّيعيّة، والخامسة في دار الإفتاء للطّائفة السّنيّة. وختمنا الزّيارة في مدرسة قدموس للأباء المرسلين الموارنة".
وركّز الرّاعي على أنّ "من هذه الأمكنة، حيّينا أهالي الجنوب الأعزّاء في مدنهم وقراهم. وعلى الرّغم من الغصّة في القلب، بسبب القصف الإسرائيلي الدّائم على هذه البلدات، وعيش أهاليها في قلق مصيرهم وأمنهم، عشنا فرح العائلة اللّبنانيّة الواحدة في تنوّعها"، مبيّنًا "أنّنا قلنا للأهالي إنّ تضامننا معهم يشمل كلّ حاجاتهم، وأوّل صرخة نطلقها معهم: نحن لا نريد حربًا تدمّر بيوتنا وتقتل أطفالنا وتهجّرنا".
وشدّد على أنّه "قد وقعت في قلبنا صرخة أهالي رميش ودبل وعين إبل والقوزح وعيتا الشعب، الّذين نحيّي صمودهم، ونصلّي من أجلهم ومن أجل السّلام في ديارهم"، مؤكّدًا أنّ "الرّحمة حاجة جيلنا الّذي يعاني من تجريد الإنسان من إنسانيّته، ومن طغيان الظّلم والاستبداد والكيديّة، وإفراغ القلب من العاطفة، وجعله قلبًا من حجر". واعتبر أنّ " هذه حال حكّام الدّول الّذين يغذّون المتحاربين بجميع أنواع الأسلحة الهدّامة والإباديّة، كما نشهد في الحرب على قطاع غزة، والحرب على أوكرانيا وسواهما".
كما لفت إلى أنّ "هذه هي حال المجلس النيابي عندنا، الّذي ينتهك المادّة 49 من الدستور عمدًا ولا ينتخب رئيسًا للجمهوريّة، ويمعن بالتّالي في إسقاط المؤسّسات الدّستوريّة، وتعطيل عمل الإدارات العامّة، والعيش في حالة من الفوضى، وإفقار الشّعب وإرغامه على هجرة وطنه، وتفاقم الأزمة الماليّة والاقتصادّية والاجتماعيّة".
ووجّه الرّاعي تحيّة إلى "اللّبنانيّين وسواهم، الآتين بأعداد كبيرة إلى لبنان للاحتفال مع أهلهم وأنسبائهم بالأعياد الميلاديّة. إنّهم بذلك يظهرون وجه لبنان الحقيقي الصّامد من دون سلاح". وذكر أنّ "الرّحمة تولّد السّلام في القلوب وبين النّاس".
ورأى أنّ "البطولة ليست في إشعال الحرب بواسطة أسلحة فتّاكة لا قلب لها ولا عقل، بل البطولة في صنع السّلام. الحرب تهدم وتقتل بقوّة الحديد والنّار، أمّا السّلام فيُبنى بمحبّة القلب ونور العقل بالحقيقة"، مشيرًا إلى أنّ "الحرب تستهلك الأموال الطّائلة من أجل لا شيء، أمّا السّلام فيُطعم الملايين من الجياع. الحرب تنبع من كبرياء الحكّام ومصالحهم الظّالمة، أمّا السلام فمن قلب الله".